وجهاء القبائل الصومالية يطالبون بدور أكبر في السياسة
عبدي معلم من مقديشو
25 تموز/يوليو 2013
اجتمع وجهاء القبائل الصوماليون الذين لعبوا دوراً أساسياً في تشكيل
الحكومة الفيدرالية خلال الشهر الجاري لمناقشة كيفية تعزيز دورهم في
المصالحة الوطنية ومساعدة إدارة الرئيس حسن شيخ محمود في بسط سلطتها في
كافة أنحاء البلاد.
يُذكر أن هؤلاء الوجهاء ساعدوا في التحضير لانتهاء ولاية الحكومة الفيدرالية الانتقالية في آب/أغسطس 2012 عبر اختيار اللجنة التي صدّقت على الدستور الحالي واختيار أعضاء البرلمان. والأن، هم يأملون بلعب دور وساطة جديد في حكومة محمود.
وقال محمد حسن هاد، وهو من وجهاء قبائل مقديشو، بعد انتهاء اجتماع 14
تموز/يوليو، "قررنا خلق جو من التفاهم بين القوات الأمنية والشعب لأن ثمة
حالة من غياب الثقة المتبادلة بين الفريقين. وقررنا أيضاً العمل على توعية
المواطنين بشأن الحكومة".
وبدوره، قال سلطان ورسامي إبرو وهو من وجهاء القبائل في منطقة شابيلي
السفلى، إن الوجهاء سيعقدون أيضاً اجتماعات خاصة في قرى بعيدة مع مجتمعات
القبائل المتخاصمة في إطار الجهود المبذولة لبسط سلام مستدام.
وأضاف لصباحي "إننا نعمل على كيفية بناء الحكومة على مستوى القاعدة الشعبية. وسنعقد اجتماعات لتوعية الشعب بشأن النظام الفيدرالي".
ولكن، اشتكى بعض وجهاء القبائل من عدم قدرتهم على لعب الدور الفعال الذي
يريدونه ذلك أن الحكومة لا تبقيهم على الاطلاع، على حد قولهم.
وقال أوغاس عبدالله أوغاس هاشي فارادي، وهو من وجهاء قبائل جلجادود،
"مكاننا بين الحكومة والشعب، وبالتالي قد يكون من أوجه التقدم المهمة أن
تطلعنا الحكومة على كيفية سير الأعمال. فالحكومة لا تستشيرنا بشأن الخطوات
التي تتخذها وتحتفظ بكل المهام لنفسها".
وأوضح فارادي لصباحي أن إشراك وجهاء القبائل في النظام السياسي سيسمح لهم بتوعية الشعب بشكل أفضل في ما يخص السلام والعمل الإنمائي.
وفي هذا السياق، رفض وزير الداخلية والأمن الوطني، الجنرال حسين عبدي
آدن، الانتقادات الموجهة إلى الحكومة مؤكداً على أن هذه الأخيرة تبذل كل
الجهود الممكنة للتشاور مع وجهاء القبائل.
وذكر لصباحي "في كل مرة نشكّل إدارة إقليمية، نتشاور مع الوجهاء
بالطريقة نفسها التي نتشاور فيها مع النواب. ومؤخراً، تشاورنا معهم في
موضوع تسمية إدارتي باي وهيران".
وأقرّ آدن بأن دور وجهاء القبائل كان محدوداً.
وأضاف "لا يمثل وجهاء القبائل جزءاً من الإدارة، [وبالتالي] فلا يمكن
منحهم مهام معنية بالتنفيذ. ليسوا جزءاً من البرلمان ولا يمكن أن يعملوا
على سن القوانين. كذلك، لا يمثلون جزءاً من المحاكم ولا يمكنهم إصدار أحكام
قضائية".
الاستعانة بوجهاء القبائل في الحالات الحرجة
في هذا الإطار، قال النائب عبدي باري جبريل إن وجهاء القبائل كانوا
مفيدين لأن الثقة التي يضعها الشعب فيهم مكّنتهم من العثور على حلول
للمسائل غير المرتبطة بالسياسة.
وأوضح جبريل لصباحي أن "وجهاء القبائل هم المرجع أو الجهة الوحيدة التي
يمكن الرجوع إليها في الحالات الحرجة. فثمة مسائل كثيرة لا يمكن حلها من
خلال السياسة ولكن تستطيع الحكومة معالجة كل تلك المسائل عبر الوسائل
التقليدية".
وتابع قائلاً "على سبيل المثال، لكانت توفرت الحلول لو استشارت الحكومة وجهاء القبائل في ما يخص النزاعات القائمة في كيسمايو وفي مناطق أخرى من البلاد".
ومن جهته، أعلن مركز الحوار بين المجتمعات، وهي الهيئة المحلية غير
الربحية التي نظمت اجتماع وجهاء القبائل في مقديشو، أنه ينوي الاستمرار في
عقد أحداث مشابهة في وسط وجنوب الصومال من أجل الاستفادة من سلطة ونفوذ
وجهاء القبائل وبسط السلام وضمان المصالحة بين الصوماليين.
وقال مدير المركز، أحمد عمر، "نريد أن نكرر ما فعله وجهاء القبائل في
[منطقة أرض الصومال] الشمالية لتوجيه الشعب نحو مسار السلام. وسنركز على
المناطق التي حُررت من سلطة الشباب لنشر نشاطات التوعية التي ننظمها".
وأضاف أن الاجتماع المقبل سيعقد قريباً في كيسمايو وسيضم وجهاء قبائل من
القبائل المتناحرة في أرض جوبا.
No comments:
Post a Comment