Thursday, 1 August 2013

رمضان في الصومال شهر التراحم رغم الفقر والحرب

رمضان في الصومال شهر التراحم رغم الفقر والحرب

إحدى الجلسات الرمضانية في الصومال
02:37 م
31
يوليو
2013
بوابة الشرق- محمود سليمان
الصومال هذا القطر العربي الإسلامي وهو الامتداد العربي داخل إفريقيا، وعلى الرغم من وجود عدد من الثروات التي يمكن إنتاجها من ارض الصومال وبحره، إلا أن شعبه مازال يعانى الفقر والجوع بسبب المشاحنات السياسية بين فئات صومالية انعكست سلباً على هذا القطر العربي الإسلامي، الذي يتباهى أهله دائما بأن الإسلام وصل الى بلادهم قبل أن يصل الى المدينة المنورة، بسبب هجرة المسلمين السابقين للدخول فى الاسلام الى الحبشة،
وهم دائما يؤكدون أن الإسلام فى الصومال هوية لا غنى عنها لكل مسلم صومالي، ولذا تأخذ العبادات لديهم اهتمامات كبيرة، ولعل شهر رمضان الكريم من أولى العبادات التى تحظى بأهمية ومكانة خاصة لدى الصوماليين، حيث تنفرد الصومال بحكم موقعها وسبق وجود الاسلام فيها بالكثير من الخصائص التى تميزها عن عدد من الدول الاسلامية رغم الظروف السياسية المضطربة هناك.
ورغم وجود الكثير من اهلها فى دول الاغتراب فإنهم لم يفرطوا فى هذه العادات، واستطاعوا الحفاظ على موروثهم الثقافي فيما يتعلق بالتمسك بالعادات والتقاليد الرمضانية.
 "الشرق" آثرت أن تلقي الضوء على اهم المظاهر الرمضانية فى الصومال، وكيف يستقبل الشعب الصومالي شهر رمضان، وكيف يتم استغلال هذه الشعيرة الاستغلال الأمثل، لذا التقينا السيد عبدالله محمود عيسى سكرتير الجالية الصومالية بالدوحة الذى قال:
إن الصوماليين أحد الشعوب الإسلامية التي يبرز فيها الاهتمام بالجوانب والموروثات الدينية، رغم كل ما يحدث بها من خلافات،
استعدادات رمضان
مشيراً إلى أن للصوماليين تقاليد وعادات توارثتها الأجيال بعضها عن البعض، خاصة أن مدينتي (هرر وزيلع) من المدن الصومالية التي استقبلت المسلمين الأوائل، وهو ما يعتبره الصوماليون مفخرة يتباهون بها بين الدول العربية الإسلامية، ومن بين العادات والتقاليد المتعارف عليها لاستقبال شهر رمضان بالصومال، هو توجه الناس إلى المقاهي التي يتم إعدادها خصيصاً في إطار الاستعدادات للشهر الكريم والتي يحرص القائمون عليها أن تكون في مكان مرتفع نوعاً ما وهذه المقاهي يخصص بها مكان يجلس فيه احد علماء الدين ليفسر القرآن، ويشرح لهم أصول الفقه والحديث، ويوجههم ويعظهم. من خلال بعض الكتب باللغة العربية التي يقوم الشيخ بترجمتها إلى اللغة الصومالية.
وتشارك في هذه السهرات بعض الفرق التي تصطحب آلات الطبل معها لتواكب بعزفها وألحانها عدداً من المقطوعات والأناشيد الدينية، وأشار عيسى إلى أن الحكومة الفيدارلية نجحت هذا العام فى توحيد موعد بداية شهر رمضان فى الصومال لأول مرة بفضل جهود المصالحة المستمرة حالياً، حيث كان بعض ابناء الصومال لا يصومون الا بعد رؤية الهلال بأنفسهم، والبعض الآخر يتبعون بعض الدول العربية، لكنهم توحدوا هذا العام على موعد واحد،
وقال: إن الصوماليين يسعون دائما للاستفادة المثلى من شهر رمضان، فهم يحييون ليله ونهاره؛ أما نهاره فبالصوم والعمل، واما ليله فبالصلاة والذكر والتهجد، ولهم الكثير من الأساليب الخاصة في احتفالاتهم باستقبال شهر رمضان المبارك، الذي ما أن يتم الإعلان عنه عند ثبوت رؤية الهلال حتى تنطلق الزغاريد والتواشيح والأغاني الدينية، وقصائد المديح التي تلقيها الفرق الصوفية، كما أن بعض الصوماليين يتعمد إطلاق النار في هذا اليوم ابتهاجاً بقدوم الشهر الكريم، الذي ينتظره المسلمون مرة في العام،
ومن السمات الرمضانية المستحبة لدى الصوماليين في رمضان، والتى يعدونها فضيلة من الفضائل الكبرى في الصومال، كثرة الصداقة وتزايد أعمال البر والإحسان من قبل الرجال الميسورين والمقتدرين تجاه الفقراء، كما تحرص النساء على تجهيز الموائد والولائم العامرة لتدعو إليها الأهل والجيران والفقراء والمارة.
مأكولات رمضان
أما فيما يتعلق بالمأكولات الرمضانية وطبيعة المائدة الصومالية فى رمضان، فقال عيسى: إن الصوماليين يحرصون على تناول الاطعمة الدسمة كالأرز واللحوم والشوربة والسمبوسة والفطائر، كما تزخر المائدة الصومالية بأصناف أخرى من الحلوى التي يتم تناولها عند الأذان لصلاة المغرب، حيث يبدؤون بتناول التمر والسمبوسة واللحوم مع التوابل بمقادير قليلة، وبعد أن يتناولوا الماء ليرووا ظمأهم يؤدون صلاة المغرب في جماعة، وبعد العودة يكون الموعد مع تناول الشاي والعصائر أما الوجبة الرئيسية فتكون بعد هذا الوقت بساعة كاملة، وتضم اللحوم والخضراوات والحلوى ليعقبها صلاة العشاء والتراويح.
دور المرأة الصومالية
لم يقتصر دور المرأة الصومالية فقط على إعداد الموائد الرمضانية، والعمل المنزلي فقط، ولكنها تشارك في هذه السهرات الرمضانية من خلال حواجز تفصل بين أماكن الرجال عن النساء، وتبدي النساء تفاعلا كبيرا مع ما يطرح في الندوات والمحاضرات، حتى إن بعضهن يطلقن الزغاريد كعلامة رضا وارتياح عما يسمعن من أمور دينهن، كما يطلقنها أيضا حين يتطرق الشيخ إلى الحديث عن الجنة أو مواقف النبي وصحابته الكرام.
ورغم الأوضاع الأمنية والسياسية بالصومال فإن الترابط والتواد والتراحم صفات مازالت تحظى بالكثير من اهتمام الصوماليين وحرصهم على مدار العام، لكن يزداد التعبير عنها بكثرة فى شهر رمضان، فهم يكثرون من الزيارات العائلية، كما تزداد حالات العفو والتسامح، وتزول الكثير من المشاحنات والخصومات التي وجدت خلال العام، حيث يحرصون في كل مناسبة على تبادل السلام والعناق تعبيراً عن تسامحهم وتوادهم، وهي ما يعد فضيلة كبرى في بلدنا الذي يشهد توتراً في أكثر من مجال منذ أعوام كثيرة مضت..
 أما كيف يستقبل الصوماليون عيد الفطر المبارك، وما هي تقاليدهم التى تعارفوا عليها، فقال عسكر: إن الصومال شأنه شأن الكثير من الدول العربية الاسلامية، يحزن الناس على فراق شهر رمضان، ويفرحون بعيد الفطر الذي يعد من أهم المناسبات التي تكثر فيها الزيارات وتبادل التهاني للأهل والأقارب والأصدقاء،
كما يحصل الأطفال على العيدية من الأبوين والأقارب، وفى الصومال يتم إحياء ليالي العيد بعدد من الرقصات والاغاني والأهازيج التى يتم تداولها كل عام في مثل هذه المناسبة السنوية، التي يسود فيها التسامح ونبذ العنف والمشاحنات.
http://www.al-sharq.com

No comments:

Post a Comment