نشر فى :
الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 2013
باراك أوباما
واشنطن ــ محمد المنشاوى
أين الرئيس الأمريكى باراك
أوباما مما يحدث فى مصر منذ 30 يونيو وحتى الآن؟ سؤال قد يبدو غريبا إلا أن
الاستغراب يتراجع عندما نتذكر ظهور أوباما على شاشات التليفزيون ثلاث مرات
للتحدث حصريا عما كانت تشهده شوارع وميادين مصر أثناء أيام ثورة 25 يناير
الثمانية عشر الأولى.
ومع مرور أكثر من شهر كامل على عزل الرئيس محمد مرسى وإلى الآن لم يعلق
الرئيس أوباما على الأحداث شخصيا، واختار أوباما ترك الأمر للبيانات
وللمتحدثين الرسميين ليشرحوا موقف إدارته والذى لايزال شديد الارتباك، حيث
لم تصف الإدارة الأمريكية رسميا بعد ما حدث فى مصر لا بالانقلاب ولا
بالثورة الشعبية.
صمت الرئيس أوباما عن الظهور للحديث عن الشأن المصرى منذ 30 يونيو لا
يوجد ما يبرره إلا صعوبة تحديد الرد الأمريكى بشأن كيفية الرد على الوضع فى
مصر منذ أن اطاح الجيش بالرئيس الاسلامى محمد مرسى فى الثالث من يوليو
بدون أن يظهر بصورة متناقضة بين صراع المبادئ والمصالح الأمريكية.
الحالتان بالطبع شديدا الاختلاف. عندما ثار الشعب ضد مبارك كان هناك
إجماع شعبى على ضرورة رحيل الديكتاتور، ومن هنا كان ظهور أوباما المتكرر
للتحدث عن تطور موقف إدارته شيئا طبيعيا ومتوقعا. أما ما تشهده مصر اليوم
فحالة مختلفة تماما، إذ تمت الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا من الجيش فى
استجابة لطلب ملايين من المتظاهرين المصرين. ومن هنا يصعب موقف الرئيس
الأمريكى حيث يوجد فريقيين الأن فى مصر، أغلبية تدعم ما حدث، وأقلية ترى ما
حدث انقلاب على العملية الديمقراطية.
جاء الخطاب الأول للرئيس الأمريكى فى رابع أيام الثورة يوم الجمعة 28
يناير، والذى ألقاه من داخل البيت الأبيض فى تمام الساعة 6:33 مساء بتوقيت
واشنطن، وجاء فيه «لقد ظلت إدارتى ترصد الوضع عن كثب فى مصر وأنا أعلم أننا
سنعرف المزيد عنه عند بزوغ فجر الغد».
وذكر أوباما أنه تحدث لمبارك بعد الخطاب الذى ألقاه: «قلت له إنه يتحمل
مسئولية إضفاء معنى لهذه العبارات وأن يتخذ خطوات وتدابير أساسية تحقق ذلك
الوعد».
أما الظهور الثانى جاء فى خطاب يوم 1 فبراير عقب انتهاء الرئيس مبارك من
ألقاء بيانه الثانى من داخل البيت الأبيض فى تمام الساعة 6:44 بتوقيت
واشنطن.
وكان أهم ما ذكره أوباما كان أن واشنطن تعارض العنف، كما أشاد بالجيش
المصرى لما أبداه من مهنية ووطنية فى السماح بالاحتجاجات السلمية وفى الوقت
نفسه حماية الشعب المصرى.
وجاء الخطاب الثالث مساء يوم 11 فبراير بعدما أعلن نائب الرئيس السابق
عمر سليمان تنحى الرئيس حسنى مبارك عن الحكم. وكان أهم ما جاء فيها:
«بتنحيته، استجاب الرئيس مبارك لتعطش الشعب المصرى للتغيير. ولكن هذه ليست
نهاية الفترة الانتقالية فى مصر وإنما هى بدايتها».
ثم مدح فى دور الجيش المصرى بالقول «لقد خدمت المؤسسة العسكرية بلادها
بوطنية وبمسئولية كهيئة تصريف لأعمال للدولة وسيتعين عليها الآن ضمان أن
يكون الانتقال ذا مصداقية فى أعين الشعب المصرى».
ثم أدان البيت الابيض العنف الذى أدى إلى مقتل عشرات المتظاهرين فى مصر أمام دار الحرس الجمهورى وعند المنصة بطريق النصر.
وقبل ذلك طالبت الإدارة الأمريكية بالإفراج عن الرئيس المحتجز الدكتور
محمد مرسى. وأعقب ذلك صدر قرار وقف تسليم اربع طائرات مقاتلة طراز إف16
لمصر كدليل على القلق والارتباك الأمريكى.
ثم طالب الرئيس الامريكى باراك أوباما من عضوين جمهوريين بارزين بمجلس
الشيوخ السفر إلى مصر للاجتماع مع قادتها العسكريين والمعارضة لدراسة كيفية
الرد على الاضطرابات التى تعصف بأكبر بلد عربى.
وأبلغ جراهام الصحفيين خارج مجلس الشيوخ «الرئيس اتصل بنا وانا قلت
بوضوح اننى يسعدنى ان اذهب... نريد ان ننقل رسالة موحدة بأن قتل المعارضة
يصبح أكثر فأكثر مثل انقلاب» وتشجيع العسكريين للتحرك قدما نحو اجراء
انتخابات
No comments:
Post a Comment